Monday 24 December 2007

أجيبوني


أولاً وقبل كل شيء تقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم إلى الله اقرب ثم

أجيبوني

حينما يُعدم عيدكم قبل أن يريح مطاياه

وتُغتال فرحتكم قبل أن تعانقوها ،

فتتخضبون بدمائها...

حينما يُغرق الأمل في صدوركم...

وتُعتقل أحلامكم ...

ويُطارد تفاؤلكم ...

وتُحاصر مبادئكم ...

ويُحاولون مصادرة كرامتكم وعزتكم...

أجيبوني ماذا ستفعلون ؟

أتراكم ستسلمون ؟

ترى رايةً بيضاء سترفعون ؟

أم ماء الذل على حنظل العزة ستفضلون ؟

هل ستساهمون في قتل أنفسكم لتبقوا أحياء بلا حياة ؟

إن كنتم فلسطينيون حقاً فلا أظنكم ستفعلون.

ثم أجبني أنت هناك ...

نعم ، أنت أيها المنادي بالسلام ...

يا من تطلب العز على موائد اللئام ...

يا من جعلوك أميراً بلا إمارة ونبيلاً بلا نبل ...

يا من خدعوك وأغرقوك في الباطل حتى أذنيك ...

يا من منحوك أوسمة العمالة لتكون آلتهم التي يطفئون بها نور الحق

هل ستبيع مملكة الشرف لتصبح ملك دويلة الذل التي ارتضوها لك ؟

التي اقتطعوها من حقك السليب وادَّعوا بأنهم منحوك إياها

ماذا ستدفع ثمناً لها ؟

هل ستتاجر بدموع الثكالى وأنَّات المجروحين ؟

هل ستسحق أحلام اللاجئين ؟

أم تراك ستقتل أمل الأسرى والمعتقلين؟

هل ستفرط بما بقي من الأرض ؟

وتمنحهم التاريخ والحضارة والمقدسات هدية ؟

هل تعتقد بأنك الآمر الناهي على رقاب العباد ؟

لعلك تتخيل نفسك النمرود ؟

أو لربما شطح بك خيالك فتعتقد بأنك فرعون ...

أيها المسكين أين ستذهب من لعنة التاريخ ؟

أُكتب التاريخ بما شئت من الوثائق والاتفاقيات و التنازلات ...

أُكتب وسأكتب وسيحكم بيننا التاريخ ...

و سيحفظ لكل منا مكانه ...

فلا مكان لك إلا في مزابل التاريخ...

وسأكون عقداً فريداً يزين صدر التاريخ...

يا أيها الباطل المنتفش المنتشي بنصرك المزعوم

إن كانت دولتك ساعة فأنا الحق ودولتي إلى قيام الساعة.


Saturday 15 December 2007

على أعتاب الانطلاقة


للحركة الاسلامية في فلسطين جذور ضاربة في أعماق الأرض تعود إلى أربعينيات القرن العشرين ، وكان لها صولةٌ وجولة في محاربة اليهود إبان النكبة الكبرى وما قبلها من فصول الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وكانت الحركة الاسلامية تتمثل في حركة الاخوان التي كانت تعمل ضمن مسمياتٍ مختلفةٍ للتعبير عن مواقفها السياسية اتجاه القضية الفلسطينية منها " المرابطون على أرض الإسراء " وحركة الكفاح الإسلامي وغيرها " وغيرها .

وقد مرت الحركة الإسلامية بمراحل تطور ونمو وبناء نوعي للمؤسسات والأجهزة الأمنية والإعلامية والعسكرية في الفترة الواقعة ما بين العام 1967 م والعام 1987 م .

حتى كان عام 1987 م وانطلقت حركة المقاومة الاسلامية " حماس " مع حجارة الانتفاضة الاولى ووزعت بيانها التأسيسي في15/12/1987 ، وكان لا بد لها من أن تظهر بهذا الشكل وتحت هذا المسمى لما طرأ من تراجعٍ على القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والفلسطيني الثوري الذي كان ممثلاً آنذاك بمنظمة التحرير الفلسطينية التي مالت إلى حلول التسوية والتعايش في ظل الظروف القائمة على الأرض والتراجع عن استراتيجية الكفاح المسلح ،خصوصا بعد خروجها من لبنان ، انطلقت استجابة للظروف التي مرت بها القضية الفلسطينة والشعب الفلسطيني لتكون حاميةً للمشروع الوطني وماضيةً نحو حلم التحرير الذي بدأ يبدو بعيداً بعض الشيء في ظل التنازلات العربية والتهميش العالمي.

انطلقت من رحم الإخوان المسلمين لتكون دعوة ربانية منهجية شاملة ، لم تفصل ما بين بناء المؤسسات وتربية الأفراد والحفاظ على الثوابت الوطنية والمقاومة والكفاح المسلح بل سارت بتوازن في تحقيق ما تصبوا إليه وما يرضى الله عنه رغم كل المعيقات التي صادفتها .

وخلال مسيرتها في أعوامها العشرين ارتقت في مسيرة النضال- من أجل استرجاع الحقوق وصون الكرامة – فأبدعت في التخطيط والإعداد والتنفيذ والابتكار ، وقدمت قادتها وخيرة أبنائها شهداء ومعتقلين على مذبح الحرية ، وأغلقت ملف الإبعاد - حينما رفض 412 كادر من كوادرها مغادرة الحدود اللبنانية بعد إبعادهم ورابطوا في مرج الزهور وعادوا بعد عامٍ الى أرض الوطن - وطرزت اسمها في السجلات السياسية العالمية رغماً عن أنوف الجميع ، وفرضت احترامها على الشارع العربي الذي بات ينظر إليها كواحدة من أقوى رائدات التحرر و الحرية في العالم قاطبة ، وأذاقت العدو ويلات التعدي على حرمات الوطن ، ودخلت قبة البرلمان بصناديق الاقتراع مرفوعة الرأس وضاءة الجبين ، ولكن يأبى أعداء الحرية إلا أن يضيقوا عليها الخناق ويحاصروها ويقتلوا ويعتقلوا كل من اعتقد بسلامة فكرتها وسار في دربها ، ومع ذلك لا زالت ثابتةً قابضةً على الجمر لم تتنازل ولم تلين.

وها هي عشرون عاماً مضت على انطلاقتها ولا زالت تمشي بخطىً واثقةٍ نحو القمة ، لتكون ملح الأرض وأمل الأمة ، فكل عامٍ وهي أكثر ثباتاً وأكثراتساعاً .

Tuesday 4 December 2007

الى والديَّ مع الاحترام



كتب خالد أبو شادي في مقدمة كتابه

صفقات رابحة "كيف تحجز مقعداً في الجنة "

شكر وعرفان

" إلى أبي الذي اخذ بيدي إلى طريق الدعوة

والى أمي التي غمرتني حبا وعطفاً وحناناً

رجاء أن أنال رضاهما عني

فيرضى الله ويتفضل بالجنة "

اما انا فأبي لم يأخذ بيدي الى طريق الدعوة

ولكنه لم يمنعني السير في طريقها يوماً

وإن كانت تخالجه رغبة بمنعي من الاستمرار

فلم تكن رغبته إلا خوفاً علي وما صرح بذلك

يوما لي ابداً مع اني كنت اقرأ ذلك في ملامحه

وصمته.

كلمات واحتجاجات تسربها لي امي احياناً عن عدم رضاه

خصوصا عندما كنت في تربة الدعوة كالريحانة

يؤذيني الحر وينعشني الندى أما وقد اشتد العود وقوي

فللمسألة الآن وجه آخرلا نقاش معه ولا اعتراض

وانما دعاء وشبه اقتناع لا يخلو من خوف وقلق

أما أمي فلعلها لم تغمرني بالحنان والعطف كثيراً

وفي هذا الخير الكثير فقد عودني هذا الأمر

على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسي

وعدم انتظار العطف من أي إنسان مهما كان

رغم حاجتي الملحة له في بعض الأحيان

ولكنها أرضعتني إياه دون أن تدري أوزعه يمنة ويسرة

أشعر به يتدفق من قلبي كما يتدفق الماء من النبع .

وفي معرض الحديث عن والديَّ استوقفتني قول الله

تعالى: {وان جاهداك على ان تشرك بي شيئاً

فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً }

كيف لا أطيعهما وهما من كانا سبباً في وجودي في

هذه الدنيا بعد مشيئة الله تعالى

كيف لا أطيعهما وهما من منحاني فرصة التعليم

والابتعاد عنهما ، كيف لا أطيعهما وهما من وقفا

بجانبي بصمت في تصميم أفكاري على أرض

الواقع وتحدي العادات والتقاليد القاتلة

والخوف الذي عشش في عقول بناتنا

لعلهما لم يكونا لي مثلما أريد وأتمنى ولكنهما

منحاني الفرصة لأكون ما أريد .

فسقف أحلام الواحد منا تطاول الثريا ويتمنى لو كان

أبوه وأمه كبعض الأشخاص ولكنًّا على الأقل

قادرين على اختيار حياة أفضل لأنفسنا و لأبنائنا وبناتنا

نتقن فيها كل التخصصات فيكون الواحد منا :

الطبيب المداوي والصيدلاني الذي يعد الترياق

والمهندس والبناء والمقاول والمحاسب والمربي

و المدلل وصاحب القلب الحاني الرؤوف والزارع

والحاصد ولكن بحذر حتى لا نلغي أبناءنا على حساب أحلامنا.

وتشير كثير من الدراسات والآراء على أن الأم تتحمل

العبء الأكبر من المسؤولية وهناك مقولة تقول :

" المرأة نصف المجتمع وهي تربي النصف الآخر "

ولكني أؤمن بضرورة تقاسم التربية بين الأبوين

هي تتحمل الجزء الأكبرمنالشق العملي

وهو يتحمل الشق الأدبي للتربية

فيكون حاضراً في ظل الغياب

فالرجل في بيته سلطانٌ يحسب له ألف حساب

هو المرجعية هو الأمير القدوة له سطوة على القلوب

وكلمته كالسيف على رقاب الجميع

حباً واحتراماً لا خوفاً وإرغاماً.

والديَّ لكما كل الحب والتقدير .