Thursday 28 February 2008

قطوف 1



عدنا والعود أحمد
لقد حالت ظروفٌ كثيرةٌ بيني وبين عالم التدوين في الأيام السابقة وخلالها كنت اختبر نفسي واكتشفت أن لا غنى لي لا عن الكتابة ولا عن المدونة والمدونين والمدونات ، فحييتم أهلاً و وطئتم سهلاً





كفى بالموت واعظاً

في الفترة الماضية توفي الكثير ممن أعرفهم وممن لا أعرفهم بشكلٍ مفاجئ وكان لوقع هذا الأمر على نفسي تأثير عظيم ، سبحان الله إنها رسائل تأتي تباعاً تذكرنا بمصيرنا المحتوم ومآلنا الأكيد إلى خالق العباد وإلى وقوفنا بين يديه يوم الحساب، فأيامنا في نقصان وأنفاسنا في نفاد فليغتنم كلٌ منا لحظاته وثوانيه قبل أن يتوقف العداد



الموت أهون

إن الموت أهون على النفس مليون مرة من أن تتعامل مع من يطعنك في ظهرك دون أن تنتبه ويتصيد لك العثرات ... ويضخم أخطاءك مهما كانت صغيرة،إنسان يدعي محبتك وأخوتك في حين تدل أفعاله على غير ذلك يدس لك السم بالعسل نسي أن الدين النصيحة ونسي أن ينصرك ظالما كنت أو مظلوماً ومع ذلك كله لا تجرؤ إلا وأن تلتمس له عذراً فما تعودت أن تكون جاحداً أو قاسي القلب وفي ذات الوقت ما تعودت أن تكون ضعيفاً أو متنازلاً ولكنك تضغط على جرحك وتمضي إليه بقلب دامٍ أملاً في الإصلاح ورغبة في وصل حبال محبة تسلل الاهتراء إلى أوصالها




مجد البرغوثي ضحية أخرى فهل تكون الأخيرة ؟
مجد البرغوثي كان الضحية الأخيرة في سجون عباس وزمرته الدايتونية ، مضى لربه مقبلاً غير مدبر حاسر الصدر إلا من إيمانٍ عميق كان درعاً حامياً له من التراجع والنكوص ...مضى مرفوع الرأس عزيزاً بالإسلام، آمن بعدالة قضيته وعاش من أجلها وما كان صعباً عليه الموت في سبيلها، وهكذا هو حال من ساروا في ذات الدرب من عهد أبينا آدم عليك السلام إلى وقتنا الحاضر، وستبقى دماؤه وأمثاله لعنة تطارد كل من حاول إطفاء نور جذوة الحق التي ورثوها جيلاً ربانياً بعد جيل




خاين ولا يسوى
ضربة أخرى وصفعة قوية تتلقاها الثلة المجاهدة في العالم الإسلامي باغتيال عماد مغنية ...وما كان ذلك لدقة الموساد والسي آي إيه ولا لأنهم يقرؤون في الفنجان أو يخترقون قوانين الطبيعة بل كان ذلك بتعاون أؤلئك الذين هان عليهم دم إخوانهم وأهليهم لقاء حفنة دولارات يعوضون بها نقص نفوسهم المريضة ويشبعون اجسادهم التي ألفت أكل الحرام ، أولئك الذين يعتمدون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ،الذين لا يرون أبعد من أنوفهم ولا يستمعون إلا لشياطينهم التي انتفشت حتى احتلت منافذ تفكيرهم وفهمهم وسمعهم وبصرهم ؛ فعميت بصائرهم أبصارهم وزكمت أنوفهم وصمت آذانهم فباتوا كالدمى المتحركة ليس فيهم من صفات الأحياء شيء








هل ستسمح له بأن يستقر في ديارك بعضاً من وقت... ؟
غريب هو الأمل حين ينتشلك من مستنقعات الحزن وكأنك يوما ما غرقت فيها ولا تلطخت بأوحالها ... غريب حين يسموا بنفسك ويكسبها جناحين يحلقان بك في ملكوت الله ينسيك جروحك وأحزانك ويطوف بك في عالم من الأحلام الوردية ... غريب حينما يعطيك سعةً في التنفس والتفكير والإنجاز... وما الأمل إلا ثقة بالله وإيمانٌ بجزائه لمن كان في الدنيا من الدَّاعين للحق العاملين الصابرين... إيمانٌ بوعده بالنصر والتمكين... فهل ستتعلم معي عزف سيمفونية الأمل الخاصة بالمؤمنين وهل ستسمح له بأن يحط في ديارك ؟



هل تعلمون ؟؟؟

برغم كل الذي يحدث وكل ما نمر ويمر به الوطن من ظروف سيئة يفرضها علينا الحصار والتضييق وإغلاق المؤسسات والاعتقالات والاغتيالات ...إلا انه لا زال للدنيا نصيب لدي والدليل أني لا زلت متيمة بالخيل فقد غيبتهم أمور كثيرة عن خاطري بعض الوقت ولكنهم عادوا لينعشوا النفس ويكونوا منحة جديدة تعطي لخفقات القلب إيقاعاً جديداً وترسم على شفتي بسمة مرحة من مرح مهرة تتعلم فنون الرقص

Sunday 3 February 2008

رحمها الله


لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار
رحم الله والدة الأخ الفاضل بهاء صاحب مدونة أوراق الورد
وأسكنها فسيح جناته وصبره وذويه وأعانهم
...وأنزل على قلوبهم سكينة ورحمة
منذ أن علمت بالخبر اعترى قلبي عظيم هم وكثير ألم
وبكيتها وبكيت نفسي بكاء من فقد
...سبحان الله
إنها أوقات تمضي ولن تعود
وأنفاس تخرج وقد لا ترجع
وموت يتربص بآجال العباد
يخطف أحبابنا على عجل
فيترك القلوب جرحى والنفوس ثكلى
ولابد يوماً سيزورنا
فكفى بالموت واعظاً
فنواقيس الخطر تُقرع
ولحودٌ في كل يومٍ أبوابها تفتح
فليلتفت كلُ منا إلى عمله
وليشد وثاق نفسه وليتزود ليوم المعاد
يوم يقف الجميع خاضعين لرب العباد
ولندع عنا التسويف والتأجيل والتأخير
فلا راحة لنا هنا ولا مقام
فما الحياة إلا آلام وجراح
وغربة ٌ وفرقة ٌ ومتاعٌ زائل
أيها الأحباب هيا فلنمض ولنشمر إلى بلاد الأفراح