Saturday 15 December 2007

على أعتاب الانطلاقة


للحركة الاسلامية في فلسطين جذور ضاربة في أعماق الأرض تعود إلى أربعينيات القرن العشرين ، وكان لها صولةٌ وجولة في محاربة اليهود إبان النكبة الكبرى وما قبلها من فصول الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وكانت الحركة الاسلامية تتمثل في حركة الاخوان التي كانت تعمل ضمن مسمياتٍ مختلفةٍ للتعبير عن مواقفها السياسية اتجاه القضية الفلسطينية منها " المرابطون على أرض الإسراء " وحركة الكفاح الإسلامي وغيرها " وغيرها .

وقد مرت الحركة الإسلامية بمراحل تطور ونمو وبناء نوعي للمؤسسات والأجهزة الأمنية والإعلامية والعسكرية في الفترة الواقعة ما بين العام 1967 م والعام 1987 م .

حتى كان عام 1987 م وانطلقت حركة المقاومة الاسلامية " حماس " مع حجارة الانتفاضة الاولى ووزعت بيانها التأسيسي في15/12/1987 ، وكان لا بد لها من أن تظهر بهذا الشكل وتحت هذا المسمى لما طرأ من تراجعٍ على القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والفلسطيني الثوري الذي كان ممثلاً آنذاك بمنظمة التحرير الفلسطينية التي مالت إلى حلول التسوية والتعايش في ظل الظروف القائمة على الأرض والتراجع عن استراتيجية الكفاح المسلح ،خصوصا بعد خروجها من لبنان ، انطلقت استجابة للظروف التي مرت بها القضية الفلسطينة والشعب الفلسطيني لتكون حاميةً للمشروع الوطني وماضيةً نحو حلم التحرير الذي بدأ يبدو بعيداً بعض الشيء في ظل التنازلات العربية والتهميش العالمي.

انطلقت من رحم الإخوان المسلمين لتكون دعوة ربانية منهجية شاملة ، لم تفصل ما بين بناء المؤسسات وتربية الأفراد والحفاظ على الثوابت الوطنية والمقاومة والكفاح المسلح بل سارت بتوازن في تحقيق ما تصبوا إليه وما يرضى الله عنه رغم كل المعيقات التي صادفتها .

وخلال مسيرتها في أعوامها العشرين ارتقت في مسيرة النضال- من أجل استرجاع الحقوق وصون الكرامة – فأبدعت في التخطيط والإعداد والتنفيذ والابتكار ، وقدمت قادتها وخيرة أبنائها شهداء ومعتقلين على مذبح الحرية ، وأغلقت ملف الإبعاد - حينما رفض 412 كادر من كوادرها مغادرة الحدود اللبنانية بعد إبعادهم ورابطوا في مرج الزهور وعادوا بعد عامٍ الى أرض الوطن - وطرزت اسمها في السجلات السياسية العالمية رغماً عن أنوف الجميع ، وفرضت احترامها على الشارع العربي الذي بات ينظر إليها كواحدة من أقوى رائدات التحرر و الحرية في العالم قاطبة ، وأذاقت العدو ويلات التعدي على حرمات الوطن ، ودخلت قبة البرلمان بصناديق الاقتراع مرفوعة الرأس وضاءة الجبين ، ولكن يأبى أعداء الحرية إلا أن يضيقوا عليها الخناق ويحاصروها ويقتلوا ويعتقلوا كل من اعتقد بسلامة فكرتها وسار في دربها ، ومع ذلك لا زالت ثابتةً قابضةً على الجمر لم تتنازل ولم تلين.

وها هي عشرون عاماً مضت على انطلاقتها ولا زالت تمشي بخطىً واثقةٍ نحو القمة ، لتكون ملح الأرض وأمل الأمة ، فكل عامٍ وهي أكثر ثباتاً وأكثراتساعاً .

4 comments:

دكتور حر said...

االهم بارك أخوتهم
وانصر دعوتهم
وألف بين قلوبهم
وأيد بالحق قادتهم
وانصرهم على عدوهم

ولم شمل المسلمين

جزيت خيرا
ولا تغيبي كل هذا الغياب

Anonymous said...

نسأل الله أن يبارك حماس
وأن يثبت أبناءها المجاهدين
وينصرهم على من ظلمهم
ويكسر شوكة أعدائهم
كل عام والمقاومة مستمرة

جمانة said...

دكتور حر

اشكر لك مرورك الطيب

وأسأل الله تعالى ان يستجيب دعاءك

وبإذن الله لن اغيب كهذه المدة الطويلة

ولكن الواجبات ملأت علينا اوقاتنا حتى لا يشعر الواحد منا بنفسه

دمت بعز وسلام

جمانة said...

بهاء

كل عام والمقاومة مستمرة

هذا هو المهم ان تبقى المقاومة مستمرة

وبإذن الله لن تخذلنا حماس وستبقى عصية على التنازل

دمت بعز وسلام