Thursday 29 November 2007

بسم الله وعلى بركته ابدأ


منذ فترة وأنا أطوف بالمدونات المترامية الأطراف هنا وهناك خصوصاً مدونات شباب الإخوان المصريين ومدونات أخرى كثيرة ، ووجدت بينها كلها قاسماً مشتركاً ألا وهو الاتصال الشخصي المباشر مع الناس من شتى البقاع بهدف إيصال فكرةٍ ما قد تكون شخصيةً أو عامة ، وقد أنشئ الكثير من هذه المدونات بهدف الفضفضة والتفريغ و بعضها لتنمية موهبةٍ ونشر إبداعات قد تكون أدبيةً أو فنية " تصاميم مثلاً " ، منها ما هو شخصي لأبعد الحدود أنشئت بهدف الكلام والكلام فقط ، وكثير منها تحتوي درر الأفكار والمبادئ تلقي الضوء على رقي صاحبها واتزان فكره .

ففي ظل العولمة والاتساع المعرفي والتكنولوجي الذي يعانيه العالم ، والاحتباس الحراري وعدم الاستقرار الذي يعانيه الكون ، والاحتباس العاطفي والتسلط والكبت والتحجيم والتهميش وسحق الأحلام الذي يعانيه البعض والانفلات والتعدي على حقوق الغير ومصادرة الحريات والظلم الذي يمارسه البعض الآخر ، وكثرة المارين بلا أثر، واللامبالة وعدم الاهتمام الذي يعيشه باقي الناس أصبحت الحياة محنة والتعامل مع الآخرين ومعرفة البعض محنة والتربية محنة ما بعدها محنة فقد علمنا أهلنا والمجتمع أن نستسلم لنسلم وزرعوا فينا قواعد الاستسلام فقالوا : " امشي الحيط الحيط وقول يا رب الستر " و" واللي ما بطاطي ما بعيش " و " حط راسك بين هالروس وقول يا قطاعين الروس "

وعلمنا ديننا أن نُسلم لنسلم ونُؤمن لنأمن في الدنيا والآخرة و " إن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك " و " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " و " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " و " الدنيا مزرعة الآخرة " ومع ذلك كله " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " و " لا تتمنوا لقاء العدو "

وعلمتنا دعوتنا- دعوة الربانيين- أن " بادر فأنت قادر " و اقتحم فأنت لها " و " اجن العسل ولا تكسر الخلية " و" اصنع من الليمون الحامض شراباً حلواً " و " أنت يوسف هذه الاحلام "

وترتب على ذلك محن أخرى فأصبح التفكير محنة والتعبير محنة والكتابة محنة والنشر محنة أخرى والتصرف بأريحية محنة ،ففي ظل هذا كله آن لنا أن نتعالى على كل أشكال الحصار والتحجيم ، آن لنا أن نهجر كل الأسماء المستعارة- وان كان لها دلالتها - وكل الصور الوهمية التي كونها الناس حولنا ، آن تكون لنا بصمتنا الخاصة وأن نبدأ باعتماد نسختنا الأصلية .

ومن بين كل هذا الركام وكل هذه المحن العامة التي نعيش وبعض المحن الخاصة بي أنهض وأبدأ – متأخرة – مشواراً جديداً في حياتي أسطره بمداد روحي وأجعلكم عليه شاهدين علّني أجعل من هذه المحن منحاً تنير لي ظلمة النفق لأسير واثقة الخطى مرفوعة الجبين مع العلم أنه كان لي مشوارٌ طفوليٌ سابق بدأته - من زمن بعيد - بقلم الرصاص وأوراقي الملونة حينا وتلك المبعثرة أحياناً ووقتها لم أجد من يتعهدني فكان مصيري ومصيرها الضياع .

كل ما سبق جعلني أقرر افتتاح مدونة وعندما بدأت بتصميمها أردت أن أضمنها عصارة روحي وفكري وارتأيت أن أجعلهن ثلاثاً :

الأولى : اجعل من محنتك منحة وهي المدونة اليومية .

الثانية : إشراقات وفيها أسطر بعض مقالاتي المنشورة وبعض الخواطر وما يصلح أن ينشر فيها

الثالثة : من كل بستان زهرة وستكون هذه المدونة بستاناً مزهراً بإنتاجات الآخرين على اختلاف المواضيع المطروحة

وأسأل الله تعالى ان أسير بها بخطىً ثابتٍة نحو الهدف المنشود من انشائها