Tuesday 4 December 2007

الى والديَّ مع الاحترام



كتب خالد أبو شادي في مقدمة كتابه

صفقات رابحة "كيف تحجز مقعداً في الجنة "

شكر وعرفان

" إلى أبي الذي اخذ بيدي إلى طريق الدعوة

والى أمي التي غمرتني حبا وعطفاً وحناناً

رجاء أن أنال رضاهما عني

فيرضى الله ويتفضل بالجنة "

اما انا فأبي لم يأخذ بيدي الى طريق الدعوة

ولكنه لم يمنعني السير في طريقها يوماً

وإن كانت تخالجه رغبة بمنعي من الاستمرار

فلم تكن رغبته إلا خوفاً علي وما صرح بذلك

يوما لي ابداً مع اني كنت اقرأ ذلك في ملامحه

وصمته.

كلمات واحتجاجات تسربها لي امي احياناً عن عدم رضاه

خصوصا عندما كنت في تربة الدعوة كالريحانة

يؤذيني الحر وينعشني الندى أما وقد اشتد العود وقوي

فللمسألة الآن وجه آخرلا نقاش معه ولا اعتراض

وانما دعاء وشبه اقتناع لا يخلو من خوف وقلق

أما أمي فلعلها لم تغمرني بالحنان والعطف كثيراً

وفي هذا الخير الكثير فقد عودني هذا الأمر

على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسي

وعدم انتظار العطف من أي إنسان مهما كان

رغم حاجتي الملحة له في بعض الأحيان

ولكنها أرضعتني إياه دون أن تدري أوزعه يمنة ويسرة

أشعر به يتدفق من قلبي كما يتدفق الماء من النبع .

وفي معرض الحديث عن والديَّ استوقفتني قول الله

تعالى: {وان جاهداك على ان تشرك بي شيئاً

فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً }

كيف لا أطيعهما وهما من كانا سبباً في وجودي في

هذه الدنيا بعد مشيئة الله تعالى

كيف لا أطيعهما وهما من منحاني فرصة التعليم

والابتعاد عنهما ، كيف لا أطيعهما وهما من وقفا

بجانبي بصمت في تصميم أفكاري على أرض

الواقع وتحدي العادات والتقاليد القاتلة

والخوف الذي عشش في عقول بناتنا

لعلهما لم يكونا لي مثلما أريد وأتمنى ولكنهما

منحاني الفرصة لأكون ما أريد .

فسقف أحلام الواحد منا تطاول الثريا ويتمنى لو كان

أبوه وأمه كبعض الأشخاص ولكنًّا على الأقل

قادرين على اختيار حياة أفضل لأنفسنا و لأبنائنا وبناتنا

نتقن فيها كل التخصصات فيكون الواحد منا :

الطبيب المداوي والصيدلاني الذي يعد الترياق

والمهندس والبناء والمقاول والمحاسب والمربي

و المدلل وصاحب القلب الحاني الرؤوف والزارع

والحاصد ولكن بحذر حتى لا نلغي أبناءنا على حساب أحلامنا.

وتشير كثير من الدراسات والآراء على أن الأم تتحمل

العبء الأكبر من المسؤولية وهناك مقولة تقول :

" المرأة نصف المجتمع وهي تربي النصف الآخر "

ولكني أؤمن بضرورة تقاسم التربية بين الأبوين

هي تتحمل الجزء الأكبرمنالشق العملي

وهو يتحمل الشق الأدبي للتربية

فيكون حاضراً في ظل الغياب

فالرجل في بيته سلطانٌ يحسب له ألف حساب

هو المرجعية هو الأمير القدوة له سطوة على القلوب

وكلمته كالسيف على رقاب الجميع

حباً واحتراماً لا خوفاً وإرغاماً.

والديَّ لكما كل الحب والتقدير .

4 comments:

دكتور حر said...

جمانه

بمناسبة ذكر الجل الطيب الحاج أحمد أبو شادي والد الدكتور
فهو له موقف جميل دائما ما يذكر به
فهو برغم أنه قد تجاوز الثمانين الا انه ما زال يسير بورقة ورد المحاسبة في جيبه ويحاسب نفسه عليها الى اليوم

******
أرى في كلماتك تناقضا وشكرا وضجرا في اختلاط

قد يتمنى الواحد فينا أن يكون اهله غير أهله في بعض الأحيان ويتمنى ان لو كانت ظروفه أفضل لكن صدقيني والله عن تجربة لا يكون للفرد على حدته افضل مما اختاره الله
فقد نجد في طريق الدعوة الكثير من القادة وأولادهم ابعد ما يكون
ونجد آخرين ملوثين في الدنيا وأبناؤهم يشبون على كل الخير
وقدر الله عامة لا يأتي الا بخير

المهم كما قلت ان يفلح كل منا في تربية ابناءه لأنها حقا من هموم الزمن ومشكلاته

دمت بكل خير

جمانة said...

دكتور حر

عندما أرى شيخاً كبيراً وملامح الإيمان بادية على وجهه أو أقرأ عن أحدهم وهمته في العبادة لا أملك إلا أن أقول اللهم ارزقنا شيْبةً في الإسلام وثبتنا على دينك

*******

أما بالنسبة للتناقض والشكر والضجر فهذا أمر طبيعي فبعض الامور يستوجب الشكر وبعضها يستوجب الضجر والحياة لا تمشي على وتيرة واحدة أبدا ًولعل هناك جملة سقطت سهواً من هذه التدوينة

"إن ما اختاره الله تعالى لنا فيه الخير كل الخير ولا نملك مع اختيار المولى إلا أن نسير في هذا الطريق طائعين راضين بما كتب لنا والسعادة كل السعادة في الرضى"

لك التحية ودمت في ثبات ويقين

Anonymous said...

يمكن حال الدكتور خالد مع والديه مش حالة فريدة
يعين كأن كل الأهل زيه
يعني ما حصل يوم ان والدي دعاني للسير في طريق الدعوة
وما حصل يوم انه منعني من ذلك
رغم الملاحظات اللي كان يبديها
والخوف اللي كان يحمله من نتائج هذا الطريق
وقناعته ان الواحد يلتفت لنفسه ويبعد عن كل شيء ممكن يسبب له مشاكل
ومثله مثل الوالدة
وفي النهاية تقبلوا الموضوع
يمكن لأنهم اقتنعوا ان اللي بحمل فكرة صعب يتخلى عنها
أدامها الله وأعاننا على برهما
ولا حرمنا رضاهما
اللهم آمين

جمانة said...

بهاء

لا حرمك رضاهما ولا حرمهما برك

مهما كان الاهل فهم ارحم والطف من يمروا في حياتنا هم كنز كبير علينا ان نحسن التعامل معه والحفاظ عليه لنفوز بالدارين

دمت وداموا لك