Tuesday 15 January 2008

حكاية استشهادي

أيها الاستشهادي لك في القلب شوق فأنت للنفس بهجة وللروح شفاء
فهلا عدت ؟؟



حكاية استشهادي
....
..
ولد في يوم ما ... في ليلة ما
في بقعة ما ... في فلسطين
فتح عينيه على مجازر ترتكب في أرضه
واحتلالٌ يستبيح حماه وعرضه
وكبر ومضى سائراً في دربه
فتلمس طريقه للمسجد شبلاً صغيراً
فامتلأ قلبه إيماناً و نوراً
وحملته الأيام على جناحيها
حافظاً لكتاب الله صوَّاماً قواماً
مجتهداً في دراسته متفوقاً
محبوباً متفائلاً بالنصر والتمكين
تملأ الحرية عليه نفسه
حتى لكأنه يتنفس ويأكل ويشرب من ينابيعها
وفي كل يوم كان إحساسه بالمأساة يزداد
فبحث عن سبيل يسترد فيه شيئاً من كرامةٍ مسلوبة
ويثأر لدماءٍ ودموعٍ وآهاتٍ وتشريد
وكانت فرحته الكبرى عندما أتاه الأمر بالتجنيد
فمضى في دربه منتشياً ولكنه فجأة تحير ...
و للجامعة ذهب صباحاً ولدروسه أعد وحضًّر
ثم استدرك وفكر... و للأمور قلَّب وقدَّر
و للجنة سعى وشمَّر
وتخيل نفسه سيد العيناء
وجليس أجمل حوراء
فقلبه إلى هناك طار
وفكره في رباها استقر
وكلما حرَّقه شوقه ولوَّعه حبه
هتف ... حي على الجنان
فغاية مطلبي رضى الرحمن
و نادى في أميره الهمام
لا تؤخرني يا إمامي ...
بالله عليك لا تضعني إلا في الصف الأمامي
ودعني أجندلهم بجسدي ودمي وحزامي
فلا راحة لي يا إمامي إلا حينما أبلغ مرامي.
وفي وقت سحر ... رن رقم خاص على الهاتف
فأجاب فارسنا بقلب شغوف لاهف
فأتاه الصوت أن يا محمد ...
ها قد حان الموعد ...
فما رأيك أيها المجند ؟
فتنَّزل الخبر على قلبه كما الندى على الزهور قبيل الفجر
فقال لبيك لبيك أبا عمرو ...
فاليوم ما عاد لي عذر ...
ومضى ليرسم بدمه حدود الوطن
مضى بقلب ما اعتراه يوماً وهن
مضى ليسيج بعظامه المسجد الأقصى
مضى فكانت الأرض له أجمل كفن

2 comments:

Anonymous said...

الاستشهادي
سيظل أجمل حكاية
ويكتب بدمه أروع قصص البطولة والإباء

جمانة said...

سيظل اجمل حكاية
وسيظل محبوب الجميع
وسيظل نبض القلب
وسيظل سلوة الروح

بوركت